قدم بيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، نسخة جديدة من فريقه هذا الموسم، عما ظهر به في المواسم الأخيرة، وظهر هذا الاختلاف بشكل واضح خلال مباراة بايرن ميونخ الألماني الأخيرة في دوري الأبطال.
سيتي الذي غرق في بحر الكرة الجميلة بدوري الأبطال منذ تولي جوارديولا المسؤولية، نجح في التخلي عن تلك الأزمة التي كلفته الحرمان من اللقب الأول في تاريخه في أكثر من مناسبة وآخرها أمام ريال مدريد في الموسم الماضي، بسبب تركيز الفيلسوف الإسباني على تقديم كرة جميلة، مع أفكار جديدة وأدوار وطرق لعب مختلفة تقريبا في كل مباراة يخوضها الفريق.
الوضع اختلف بشكل كبير أمام بايرن ميونخ وأثبت بيب أنه لازال يتعلم من أخطائه، ولعب بواقعية شديدة أمام توخيل المدرب الجديد للبافاري والذي نجح في الفوز على بيب وسيتي في نهائي دوري الأبطال بالموسم قبل الماضي مع تشيلسي وحرمانه من اللقب التاريخي الأول للنادي.
جوارديولا “تلى عكس عاداته” لم يخجل في التراجع للدفاع في الشوط الأول والاعتماد على الهجمات المرتدة، ولم يخجل أيضا في التخلي عن طريقته المعتادة في البناء والاختراق بتوصيل الكرة بأقصى سرعة لدفاع بايرن المتوتر والاستفادة من أخطاء الكارثي أوباميكانو.
نهاية المباراة بالفوز بثلاثية نظيفة مع الرأفة أثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن سيتي هو بطل أوروبا هذا الموسم لأول مرة في تاريخه، ليس بسبب قوة الفريق فقط لأنه يمتلك تقريبا فريقين بنفس القوة ولا يمكنك تفضيل لاعب أساسي على آخر بديل، ولكن سيتي جوارديولا أخيرا اقتنع بالواقعية، وأيضا مع اقتراب الدوري من أرسنال، سيوجه كل التركيز لدوري الأبطال من أجل اللقب الأول.