غزة ” تُلهم العالم
✍🏼 أحمد عزير
دُعيت سفيرة الكيان الصهيوني “إليزا بن نون” قبل عامين للتحدث في مؤتمر بكلية العلوم السياسية بجامعة “رين” الفرنسية؛ حيث قابلتها أصوات الطلاب والطالبات بعبارات السخط وعدم الرضا، والمناداة بإيقاف الحرب التي تطال المدنيين والحرية لفلسطين، وغادروا القاعة وتركوا السفيرة ومن دعاها وخلفهم الرئيس الفرنسي “ماكرون” الذي لم يعد بمقدوره إسكات مواطنيه أو كسبهم لصالح اليهود أو اللوبي المتتفذ.
ومع بداية الحرب الدائرة على غزة خرجت أصوات عديدة في العالم الحر الذي يُنادي بالإنسانية والإنسانية فقط حيث لم يعد الفلسطينيون لوحدهم؛ فكل العالم معهم وانكشف السحر على الساحر، وليس على المستوى الشعبي والجماهيري فقط بل طال دوائر القرار السياسي في العالم الغربي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ فنائبة رئيس الوزراء البلجيكي “بيترا دي سوتر” دعت إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وطالبت بلادها بمقاطعة إسرائيل، وقالت بالحرف الواحد: إن إسقاط القنابل كالمطر عمل غير إنساني.
واستقال نواب غربيون منذ اندلاع الحرب على غزة للازدواجية الحاصلة فكيف بالأمس يتباكون على أطفال أوكرانيا، وهم ذاتهم يأمرون ويدعمون الكيان الصهيوني بذبح أطفال غزة.
خروج المظاهرات بهذه الكثافة في العواصم الغربية المؤيدة لفلسطين وقضيتها، وأنها شعوب غُيبت لعقود بسبب الإعلام المضلل، والذي مورس عليها مع سبق الإصرار والترصد لم يعد مُجديًا وأن المعادلة تغيَّرت حتى من أبناء الجالية اليهودية في واشنطن تحلقوا حول البيت الأسود مطالبين ومنددين بإيقاف الحرب العبثية الجبانة، والتي تطال المدنيين العُزل.
حقيقة أرادوا بهذه القوة التدميرية الغاشمة طمس فلسطين من الخارطة فأصبح العالم كله فلسطين، ناهيك عن جزئية هامة ومهمة ألهمت العالم كله غربه وشرقه.. ذلك الثبات والإيمان والقوة التي يتمتع بها أطفال ونساء وشباب وشيوخ غزة؛ فربطوا هذا كله بالإسلام والقرآن فبدأوا يبحثون عن القرآن ويشترون نسخًا منه ويعكفون على قراءته، ليثبت للعالم أن هذا الدين إذا حُورب اشتد، وإذا ترك امتد والله بالغ أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.